ورود عانسة
**********************
مِنّي الزنبق والسوسن وطيور الجنة
ومِنّي الكرز والنرجس والقلب النازف
ومِنّي أشكال وأصناف وألوان
ومِنّي حواء توأمتي
لقد أينعتُ بعد مخاض عاصفٍ
بعد ضوء السّماء
ونَبْش اللمسات
بعد لفْح الرياح
وكيِّ الهمسات
بعد رذاذ الضباب
وحرقة النظرات
بعد استنشاق ريحي
وندى البزّاقات
وحَسُنت النظرة
وبلغ الجمال كمالية
وكل ألواني تبرَّقت زاهية
تويجاتي فاحت عطورا زكية
لقاحات أسديتي لها جاهزية
بييضات مدقاتي لها قابلية
أما كؤوسي فاضت رحيقية
مُعَدّة للرشف كوثرية
بباب جناني تسبِّح ملائكتي
للرحمان تسبيحات سجية
وأنا أتحسَّسُ وريقاتي المتبقية
كمسافر على فراش المنية
وطال الانتظار
وهل للعُنس بقية؟؟
دبَّ اليأس بين أصباغي
تفسَّخ عبقي
وتهاوت أطرافي
ولا أحدا أرثى لحالي
وثارت ثائرتي
بعدما أصبح الدمع لصاقا
أين عشَّاقي؟؟
أين المعسول من العبارات؟؟
أين النحل والفراش؟؟
وأين الطيور والخفافيش؟؟
لقد غادرت في سرب الهوا جر
مكسورةَ الخواطر
إلى عالم مجهول ومجنون
محفوف بالمخاطر
بعدما أظناها ظلمُ الدَّبابير
ولم يبقَ في الأوكار والمنابر
إلا الخنافسُ والصراصيرُ
وهل تقنعُ الأزهار بالزنانير؟؟
وبقيتُ وحيدةً بين أشواكي
الحافية والمنكسرةِ السّاق
والنّملُ يدبُّ بين تجاعيدي
وبين نبشاتِ خشونة الأيادي
يَعُدُّ ما مات من أوراق يوميتي
ويرشف ما تبَقَّى من غسقي
والطيور الصغيرة تخطف أهدابي
لِتُقيم أوكارها قرب روضتي
وأرجل العناكب تراودني
لِتَنْسُج شُعَّها بين زقاقي
وتربتي صَمَت نشيشها
وبارت وجفّ نَداها
بعد ما جفاني السّاقي
وأنا بدموعي الحارقة أبكي
عنوستي وأطلالي وأشواقي
وتَغزّلَ المغرمين والعشاق
وأبكي ثراي وفجري وشفقي
وبصمات الخطوات، وحرقةَ الافتراق
كم كنت مغرورةً بهمسات العناق
وأعسلِ الفصول، وأبهى الآفاق
في النهار يُتوَّج الغرام بأكاليل
منّي كتيجان على هامات في الرُّوَاق
وفي الليل يُوهَّج العشق بباقات
منّي في مزهريات كالقمر البراق
ظنّاً منّي أن الحبّ متين الوثاق
لا تُفَكُّ أغلالُه حسب مدوّنة الميثاق
***********************
محمد خالد / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق