السبت، 17 يونيو 2017

خطاب مختلف. بقلم/ محمد خالد الامين

خطابٌ مختلف
***********

اِحترق الشّوقُ
من لوعة الفراق
ولفحني بأثيرٍ حارقٍ..
أبْرقَ بكتاب عشقٍ
ارتشفتُ منه قطراتِ عبقٍ
ولفَّني بقزٍّ صاعقٍ ..
وشرنقةُ الغرام حريرٌ
تنعشُ الفؤادَ من ضيقٍ ..
أسألك أيّها الأثير
كم نسجت من قبلةٍ
على مَرْتع العِناق؟..
وكم حلبْت من رشفةٍ
بين شفاه النسماتِ؟..
وكم مسحْت من دمعةٍ
من عيون العاشقات؟..
وكم قطفت من تأوّهات
من أحْلاقِ المُغرمات؟..
وكم زرعت من شتلة
في عيون المعجبات؟..
أنت أيّها الأثير السّابح
على متن الموج المُجنّح
اِرحمْ هُيامي وصَبْوتي..
وأَخبِرْني: أين نِصْفي؟
حين نُسِفت الديارُ
ولم تودعني ..
لقد تمَّ الرحيلُ في كبد الليل
وشعَّ غدرُ الحب بينَ دروبي
حتَّى باتَ نبرَاسا ..
وقلعت أشجار الزيتون
من أرضنا الطيبة
ونتف ريش الحمام
وزينت به أفواه البنادق
وخوذات الرؤوس
حتى أصبح السلام مطية ..
أظلم فضائي بحِمَمِ
بركان رحيلها
واشتعل الأثير بِلافَتِها
فاستنشقتُ رماد  سحابها
وتم الاختناق..
طال الانتظار
ببزوغ فجر جديد
بكفنه الرمادي ترصعه نجومنا ..
فنجوم الغرب والشمال
أبهتت ما بقي من قمر ليلنا ..
صفحات كتابها ملطخة
بدمها المقدس القاتم
لونه لا كالدماء
على صفحته الأولى خطت :
أحبك أنت...
وغسقت دموعي  سديما
وتعمت الرؤية
ولم أكمل باقي الصفحات ...
******
محمد خالد الأمين
الصورة من الويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق