//هَلْوَسَةُ غَرِيْبٍ//
لن أرفعَ أشرِعَةَ الماضي
دَعِي الحُبَّ يُبْحِرُ
إلى النّهاياتِ
سأقدّمُ لكِ أقداحَ
نبضي
تَعَالَي واطرُدي
هَوَاجساً
بَنَتْ أسواراً من
اﻵهاتِ
تراقَصَتْ سُمْفُونيّةُ
عشقٍ
وفي اﻷحداقِ طَالَ
مَدَاها
ياأيُّها الطَّيْفُ المُرَفْرِفُ
كاليَمَامَةِ في دمي
ما زِلْتُ أُغَامِرُ
حيثُ فُتاتُ الرُّوحِ
وأرصفةُ الدُّرُوبِ تَجْهَلُني
لم أَجِدْ صُورتي
على جُدرانِ الزَّنَازِين
حين أيقظَني تَصُببُ
العَرَقِ فوقَ الجَبينِ
توضَّأْتُ من مَدَامِعِ حبري
كان اﻷلمُ نزيفاً
كان الضَّياعُ مُنْتَصِرَاً
والذَّاكِرَةُ حُبْلَى
ومن كَفّيَ ابتدأَ الاحتراقُ
يرسمُ قلمي
على خدِّ الوَرَقِ
عُنْقُوداً يَنْزِفُ وَرْدَاً
ودمعةً من أوتارِ
الذِّكرياتِ
رجفةُ خاطري
تلهو على راحتي
وتنامُ في مِعْصَمي
تلكَ الصَّلواتُ
أرسمُ بحراٌ
أرسمُ شمساً
ألصقُ تذكاراً
على حجارةٍ تَمْتَهِنُ
العبوسةَ في وجهي
وتهذي عقاربُ السَّاعاتِ
أنصبُ أرجوحةً
للمدِّ والجزرِ
في كأسِ الغريبِ
أُدْرِكُ معنى الهذيانِ
هكذا هي زنازينُ الغُربةِ
بعيداً عن الأوطان
عامر عمران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق