الأحد، 30 ديسمبر 2018

الصَّرخةُ الخرساء .._..ياسمينة أحمد بوشوارب

الصَّرخةُ الخرساء ....ياسمينة أحمد بوشوارب
دَعِيني أتسلَّق بهْوَ عينيك 
فَأسْتَشرفُ حُلمًا
عَلاَّه الغبار
وأفتِّشُ عن خَناَ العَوْسَج
النائِي في عبَابِ الفُؤَاد 
أراكِ قابعةً تُهَدْهِدِينَ
ليالِي المُزْن الدُّهَام
وتَفْترشِينَ أسْمَالَ العُرّةِ الزُؤَام
هَيْمَاءُ أَدْنَفَتْ 
تُلَمْلِمُ نَزَفَ القَذَى 
وتَرُمُّ صُدُوعَ الخِدْرِ المُهْتَرئ 
في مَكَبَّات الضَّيَاع 
أرَاكِ جَاثِيَةً 
تَفْرُكِينَ دهاليزَ الصَّمْت
والعيونُ تضُجُّ
بِرَحَى الآلاَم 
تُوَضِّبِينَ
مَتاعَ الأدْمُعِ الهَائِمَةِ 
على حافَةِ الطَّرِيق
وتصْطنعِينَ ابتسامَاتٍ
عَرْجَاء
مبْتُورَةَ الأنْسَام
تُلَمْلِمِينَ بقَايا الجسَدِ 
المُهَشَّم في جُرُف الضَّيَاع 
مالِي أرَاكِ
تَمْتَشِقِينَ عَنَانَ الأحْزَان
تناجين الأسْقُفَ المُضَرَّجَة 
بِحَـنين الخَطَايا
وتَلْطُمِينَ وَشْوَشَات الصَّنَوْبَر 
التائهَة في العرَاء
أتُؤْنِسُكِ ذكرَيَات الطفولة
في غربة القَيْظ ؟
أم تقضُّ دُهُمَ الجَذَلِ 
وهَسْهَسَة الجوَارحِ الممحونةَ 
بفحِيحِ الشَّجَا ؟ 
أم أنها تَنْخُر مسَامَ الوجَعِ السَّاكِنِ
في عِبَاءَات الكَرَى ؟
أم أنَّها تُهَشِّمُ مجَاديفَ الأحلامِ 
العالِقَة في زوايا الفُجُور ؟

باتنة /2018
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق