رجل بمحطة القطار
جلست على هذا المقعد بمحطة القطار منتظراً صديقي العائد من السفر فوجدت هذا الرجل الذي يجلس بجانبي يضحك بهستيرية رجل في الستينيات من العمر ليس لديه تجاعيد كثيرة في وجهه ولكن شعره ابيض وبه بعض الخصلات السوداء يظهر عليه انه محافظ على صحته فقد كان رغم سنه يظهر قوي البنية وكان يحمل في يده بعض الأوراق المتشابهة الشكل فانتابني الفضول فامعنت النظر بالاوراق
فقرأت: هذا الرجل متغيب من ثلاثة شهور، وكان اسفل الكلام صورة فنظرت الى الصورة المطبوعة على الورقة ونظرت الي وجه الرجل فوجدت تشابه كبيرا بينهما فأمعنت النظر أكثر لا هما نفس الشخص فتعجبت وأخذت انظر لوجه الرجل كثيرا والى ضحكاته الهستيرية التي على اثرها احمر وجهه فجذبت نظراتي انتباهه فاقترب مني ونظر الي باسما.
وقال: لما هذه النظرات الي؟
فقلت: اي نظرات؟
فقال: انت تنظر لي الان، لما التعجب؟
فقلت: التشابه بينك وبين الصورة كبير، لهذا اتعجب.
فقال: لا تعجب أنا والصورة نفس الشخص.
فقلت له: هل انت تائه؟ ألا تذكر طريق العودة؟
فقال: بل أتذكره جيداً، وأتذكر كل ذرة رمل به.
فقلت: لماذا لم تعود انهم يبحثون عنك؟
فقال: يبحثون عني؟
كان سؤاله كأنه سؤال حالم
فأكمل: انهم من جعلوني هكذا، سأحكي لك ما حدث وأنت تقول لي هل أعود ام لا؟
جلست على هذا المقعد بمحطة القطار منتظراً صديقي العائد من السفر فوجدت هذا الرجل الذي يجلس بجانبي يضحك بهستيرية رجل في الستينيات من العمر ليس لديه تجاعيد كثيرة في وجهه ولكن شعره ابيض وبه بعض الخصلات السوداء يظهر عليه انه محافظ على صحته فقد كان رغم سنه يظهر قوي البنية وكان يحمل في يده بعض الأوراق المتشابهة الشكل فانتابني الفضول فامعنت النظر بالاوراق
فقرأت: هذا الرجل متغيب من ثلاثة شهور، وكان اسفل الكلام صورة فنظرت الى الصورة المطبوعة على الورقة ونظرت الي وجه الرجل فوجدت تشابه كبيرا بينهما فأمعنت النظر أكثر لا هما نفس الشخص فتعجبت وأخذت انظر لوجه الرجل كثيرا والى ضحكاته الهستيرية التي على اثرها احمر وجهه فجذبت نظراتي انتباهه فاقترب مني ونظر الي باسما.
وقال: لما هذه النظرات الي؟
فقلت: اي نظرات؟
فقال: انت تنظر لي الان، لما التعجب؟
فقلت: التشابه بينك وبين الصورة كبير، لهذا اتعجب.
فقال: لا تعجب أنا والصورة نفس الشخص.
فقلت له: هل انت تائه؟ ألا تذكر طريق العودة؟
فقال: بل أتذكره جيداً، وأتذكر كل ذرة رمل به.
فقلت: لماذا لم تعود انهم يبحثون عنك؟
فقال: يبحثون عني؟
كان سؤاله كأنه سؤال حالم
فأكمل: انهم من جعلوني هكذا، سأحكي لك ما حدث وأنت تقول لي هل أعود ام لا؟
بدأت حكايتي:
أين أنا؟ ما هذا الظلام من حولي؟ هذه أول كلمات نطق بها عقلي، كان جفناي مثقلان لا أستطيع أن أرى شيئا.
وكان هناك ثورة من الأسئلة تجتاح عقلي في هذه اللحظة، أين؟ وكيف؟ ولماذا؟ أسئلة كثيرة حاولت ان اجد لها اجابات فلم استطع، كأن عقلي توقف عن التفكير، وكأن جسدي يقاومني، أخذت أحاول أن احرك إصبع من يدي أو ان افتح عيني لأرى ما حولي لم استطع، حاولت أن أخرج أي صوت انادي به على اي احد فلم أستطع، كل الاصوات كانت آتية من رأسي فقط فقد كان هناك ظلاما دامسا يحيط بي وكان صوتي قابعا بداخلي لا يريد الخروج وكانت قواي خائرة الى أقصى حد، يداي خدرة، وعقلي متوقف عن الاجابات، لا اتذكر شيئا لا إجابة لسؤالي ما الذي جعلني في هذا الظلام؟
حاولت أن أهدأ لعلي اسمع اي إشارة تدل على مكاني أو أي صوت يجعلني اصحو من نومي، فقد توقعت ان هذا حلم لا أستطيع الصحو منه توقعت أن اكون نائما وسيأتي من يوقظني من سباتي الطويل هذا،ولكني بعد برهة من الوقت يأست من هذه الفكرة فلقد سمعت بعض الهمهمات من أصوات حولي لم اميزها في بداية الامر ثم بدأت تتضح الأصوات شيئاً فشيئاً، وبدأت بتمييز كل صوت منها نعم انهم هم زوجتي الثانية {سعاد} التي تزوجتها بعد وفاة زوجتي الاولى وهي امرأة وجهها جميل تصغرني بالسن بكثير وكانت تلبس من الذهب الكثير فهي تحبه اكثر من روحها، وابني {باسم} الذي فشل في كل شيء الا ان يغضبني وهو شاب في الاربعين من العمر قوي البنية ذا وجه متجهم دائماً، وابن ابنتي {صالح} طفل في الثانية عشر من عمره وقد اخذته بعد وفاة ابنتي وزوجها في حادث وهو طفل لطيف بهي الطلة يذكرني بابنتي فلهذا اخذته لكي اربيه معي ولكي اتذكرها به.
ولكن ماذا يقولون سمعتهم يتحدثون لكن كانت اصواتهم بعيدة عن اذني ولكني سمعت منهم أني في المستشفى، لماذا؟ ماذا حدث؟ لا أتذكر شيئا.
ثم سمعت صوت الباب يفتح ودخل شخص، ثم شعرت بيد تتلمسني فعلمت انه الطبيب عندما (قال: إنه الآن بخير سيفيق بأية لحظة)، وسمعته وهو يتحدث إلى أحد الاشخاص بصوت خفيض فلم اميز ما يقولون، فأخذت أسترق السمع أكثر فدخل صوت في أذني (صوت مصمصة شفاة ثم قال الصوت: مش كنا خلصنا وكانوا قالو ما فيش فايدة) وقد ميزت الصوت بسهولة نعم انها هي زوجتي الان تنتظر موتي بعد كل ما أعطيته لها .... يا الله .... بعد كل ما أعطيته لك وسمعت صوتاً يرد عليها (ويقول كنا هـا نورث ونعيش طلعلنا تاني من تحت الارض) هل هذا الكلمات تصدر منه فعلا ام تكذب اذناي هل هذا صوت ابني يا ويلتاه هل يوجد بقلبه كل هذا الكره ام هو حب الاموال اخذت ضربات قلبي تتسارع حتى فشل في هذا فشل في أن يحزن علي والده ام أن كل هذا الكره تم زراعته مني كلمات اخرى بدأت تدخل بأذني من كلماتهم الاشخاص الذين بقو لي في حياتي يكرهوني الي هذا الحد لا اعلم ماذا صنعت لأجد كل هذا الكره لا أعلم لم يبق لي غيره {صالح} هو من يعزيني في هذا الموقف هو من يكون سندا لي اين هو لم اسمع صوته لم أنته من كلماتي حتى وجدت يد صغير تمسك بيدي وتتحسسها وصوت صغير يهمس باذني (جدي أعلم انك تسمعني، أفق لأجلي، اريد ان ارى عيناك، اريد أن ارى ابتسامتك مرة اخرى، ليس لي أحد غيرك، هل تسمعني يا جدي) فذرفت دمعة من عيني واحسست بيده تمسحها فقد كنت احتاج هذه اللمسة حتى افيق ووجدته يقول بصوت خفيض (علمت انك تشعر بي، ساقول لهم انك افقت) فوجدت يدي تحركت فضممت على يديه بقوة فعلم اني لا اريده ان يقول ذلك فصمت فبدأت تتكشف لي الأمور وبدأت تتضح الرؤية وبدأت عيناي تفتح ببطء فرأيت وجهه قريبا من وجهي فتبسمت له فنطق لساني (أغلق الباب ببطء) فذهب وأغلق الباب ووجدت انه لم يشعر أحد بذلك وهم كانو خارج الغرفة جميعا اني ليس باهتمامهم فقلت له (ماذا حدث؟) فقال (لقد وقع لك حادث، الا تتذكر؟) فبدأت الذاكرة تقفز بخيالي فتذكرت السيارة وهي تنقلب وانهم اخرجوني منها بصعوبة ولكني لم اتذكر شيئا بعد ذلك او قبل ذلك فقلت له (اوقفني) فبدأ في القبض على يدي ووضعها على كتفه وهو يقول (انت نائم منذ أكثر من شهر يا جدي، وقد قال الطبيب أنه ليس بك كسور ولكنك في غيبوبة من الصدمة فقط) فقلت له (اوقفني اذا) فسندت على كتفه وقمت فنظرت من زجاج الغرفة فلم اجد ان احد ينتبه لي فاخذت ارتدي ملابسي التي وجدتها بالدولاب في الغرفة واخذت بيد {صالح} وخرجت من الغرفة فوجدتهم كلهم ينظرون لي في ذهول ولم ينطقوا بكلمة واحدة فقمت بتكملة سيري وخرجت من المستشفى وأوقفت تاكسي والى الان لم يعرفوا عني شيئا.
وسمعت القصة وأنا في ذهول ايضا ثم انتبهت انه انهى قصته بهذه الطريقة الدرامية وعلى شفتيه تلك الابتسامة الرائعة لرجل في عمره.
فقلت له: اذا لماذا يبحثون عنك اذا كانوا لا يريدونك من أول الأمر؟ ولماذا لم تطلق زوجتك وانتهيت من هذا الموضوع؟ ولماذا؟ ولماذا؟
فضحك وقال لي: اهدأ اولا هم يبحثون عني لأني كتبت كل ما أملك لصالح، ولماذا لم أطلقها لأجعلها تتعذب بما فعلت بي.
فضحكت في ذهول وقلت له: يا لها من خدعة وقصة بها الكثير.
فعندها اتي صالح فامسك يد جده واوقفه فاستأئن مني وساروا فأخذت أتابعهم في وسط الزحام حتى اختفوا عن الأنظار فشرد ذهني في قصة هذا الرجل وأخذت أتذكر تفاصيلها واتعجب مما حدث معه واقول لنفسي هل يوجد هؤلاء البشر في هذه الدنيا.
ثم ذهبت أبحث عن صديقي عندما سمعت ان قطاره وصل.
#حسن سايكو
أين أنا؟ ما هذا الظلام من حولي؟ هذه أول كلمات نطق بها عقلي، كان جفناي مثقلان لا أستطيع أن أرى شيئا.
وكان هناك ثورة من الأسئلة تجتاح عقلي في هذه اللحظة، أين؟ وكيف؟ ولماذا؟ أسئلة كثيرة حاولت ان اجد لها اجابات فلم استطع، كأن عقلي توقف عن التفكير، وكأن جسدي يقاومني، أخذت أحاول أن احرك إصبع من يدي أو ان افتح عيني لأرى ما حولي لم استطع، حاولت أن أخرج أي صوت انادي به على اي احد فلم أستطع، كل الاصوات كانت آتية من رأسي فقط فقد كان هناك ظلاما دامسا يحيط بي وكان صوتي قابعا بداخلي لا يريد الخروج وكانت قواي خائرة الى أقصى حد، يداي خدرة، وعقلي متوقف عن الاجابات، لا اتذكر شيئا لا إجابة لسؤالي ما الذي جعلني في هذا الظلام؟
حاولت أن أهدأ لعلي اسمع اي إشارة تدل على مكاني أو أي صوت يجعلني اصحو من نومي، فقد توقعت ان هذا حلم لا أستطيع الصحو منه توقعت أن اكون نائما وسيأتي من يوقظني من سباتي الطويل هذا،ولكني بعد برهة من الوقت يأست من هذه الفكرة فلقد سمعت بعض الهمهمات من أصوات حولي لم اميزها في بداية الامر ثم بدأت تتضح الأصوات شيئاً فشيئاً، وبدأت بتمييز كل صوت منها نعم انهم هم زوجتي الثانية {سعاد} التي تزوجتها بعد وفاة زوجتي الاولى وهي امرأة وجهها جميل تصغرني بالسن بكثير وكانت تلبس من الذهب الكثير فهي تحبه اكثر من روحها، وابني {باسم} الذي فشل في كل شيء الا ان يغضبني وهو شاب في الاربعين من العمر قوي البنية ذا وجه متجهم دائماً، وابن ابنتي {صالح} طفل في الثانية عشر من عمره وقد اخذته بعد وفاة ابنتي وزوجها في حادث وهو طفل لطيف بهي الطلة يذكرني بابنتي فلهذا اخذته لكي اربيه معي ولكي اتذكرها به.
ولكن ماذا يقولون سمعتهم يتحدثون لكن كانت اصواتهم بعيدة عن اذني ولكني سمعت منهم أني في المستشفى، لماذا؟ ماذا حدث؟ لا أتذكر شيئا.
ثم سمعت صوت الباب يفتح ودخل شخص، ثم شعرت بيد تتلمسني فعلمت انه الطبيب عندما (قال: إنه الآن بخير سيفيق بأية لحظة)، وسمعته وهو يتحدث إلى أحد الاشخاص بصوت خفيض فلم اميز ما يقولون، فأخذت أسترق السمع أكثر فدخل صوت في أذني (صوت مصمصة شفاة ثم قال الصوت: مش كنا خلصنا وكانوا قالو ما فيش فايدة) وقد ميزت الصوت بسهولة نعم انها هي زوجتي الان تنتظر موتي بعد كل ما أعطيته لها .... يا الله .... بعد كل ما أعطيته لك وسمعت صوتاً يرد عليها (ويقول كنا هـا نورث ونعيش طلعلنا تاني من تحت الارض) هل هذا الكلمات تصدر منه فعلا ام تكذب اذناي هل هذا صوت ابني يا ويلتاه هل يوجد بقلبه كل هذا الكره ام هو حب الاموال اخذت ضربات قلبي تتسارع حتى فشل في هذا فشل في أن يحزن علي والده ام أن كل هذا الكره تم زراعته مني كلمات اخرى بدأت تدخل بأذني من كلماتهم الاشخاص الذين بقو لي في حياتي يكرهوني الي هذا الحد لا اعلم ماذا صنعت لأجد كل هذا الكره لا أعلم لم يبق لي غيره {صالح} هو من يعزيني في هذا الموقف هو من يكون سندا لي اين هو لم اسمع صوته لم أنته من كلماتي حتى وجدت يد صغير تمسك بيدي وتتحسسها وصوت صغير يهمس باذني (جدي أعلم انك تسمعني، أفق لأجلي، اريد ان ارى عيناك، اريد أن ارى ابتسامتك مرة اخرى، ليس لي أحد غيرك، هل تسمعني يا جدي) فذرفت دمعة من عيني واحسست بيده تمسحها فقد كنت احتاج هذه اللمسة حتى افيق ووجدته يقول بصوت خفيض (علمت انك تشعر بي، ساقول لهم انك افقت) فوجدت يدي تحركت فضممت على يديه بقوة فعلم اني لا اريده ان يقول ذلك فصمت فبدأت تتكشف لي الأمور وبدأت تتضح الرؤية وبدأت عيناي تفتح ببطء فرأيت وجهه قريبا من وجهي فتبسمت له فنطق لساني (أغلق الباب ببطء) فذهب وأغلق الباب ووجدت انه لم يشعر أحد بذلك وهم كانو خارج الغرفة جميعا اني ليس باهتمامهم فقلت له (ماذا حدث؟) فقال (لقد وقع لك حادث، الا تتذكر؟) فبدأت الذاكرة تقفز بخيالي فتذكرت السيارة وهي تنقلب وانهم اخرجوني منها بصعوبة ولكني لم اتذكر شيئا بعد ذلك او قبل ذلك فقلت له (اوقفني) فبدأ في القبض على يدي ووضعها على كتفه وهو يقول (انت نائم منذ أكثر من شهر يا جدي، وقد قال الطبيب أنه ليس بك كسور ولكنك في غيبوبة من الصدمة فقط) فقلت له (اوقفني اذا) فسندت على كتفه وقمت فنظرت من زجاج الغرفة فلم اجد ان احد ينتبه لي فاخذت ارتدي ملابسي التي وجدتها بالدولاب في الغرفة واخذت بيد {صالح} وخرجت من الغرفة فوجدتهم كلهم ينظرون لي في ذهول ولم ينطقوا بكلمة واحدة فقمت بتكملة سيري وخرجت من المستشفى وأوقفت تاكسي والى الان لم يعرفوا عني شيئا.
وسمعت القصة وأنا في ذهول ايضا ثم انتبهت انه انهى قصته بهذه الطريقة الدرامية وعلى شفتيه تلك الابتسامة الرائعة لرجل في عمره.
فقلت له: اذا لماذا يبحثون عنك اذا كانوا لا يريدونك من أول الأمر؟ ولماذا لم تطلق زوجتك وانتهيت من هذا الموضوع؟ ولماذا؟ ولماذا؟
فضحك وقال لي: اهدأ اولا هم يبحثون عني لأني كتبت كل ما أملك لصالح، ولماذا لم أطلقها لأجعلها تتعذب بما فعلت بي.
فضحكت في ذهول وقلت له: يا لها من خدعة وقصة بها الكثير.
فعندها اتي صالح فامسك يد جده واوقفه فاستأئن مني وساروا فأخذت أتابعهم في وسط الزحام حتى اختفوا عن الأنظار فشرد ذهني في قصة هذا الرجل وأخذت أتذكر تفاصيلها واتعجب مما حدث معه واقول لنفسي هل يوجد هؤلاء البشر في هذه الدنيا.
ثم ذهبت أبحث عن صديقي عندما سمعت ان قطاره وصل.
#حسن سايكو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق