بقايَا روحٍ متورمة .... ياسمينة أحمد بوشوارب
وَأرْتشفُ فيِ سَقِيفَتِي
فنجانَ قهوةٍ
بينَ الجدرانِ المتكئَةِ
على صريرِ الصَّمْت
يعلُوهَا عِطْرٌ نَرجِسِيٌّ
وذكريَاتٌ شَاحِبَةٌ تمرُق
من غربَةِ منفاي
تستحيلُ موطنًا منبُوذًا
يخنقُ أصداءَ خلْوَتِي
وكأنِّي بمِلاءَةِ الفراغِ تصطَكُّ
على أعطافِ أهدَابي
تحَاكِينِي بذُورَ الصَّنَوْبَرِ
فَتَشْتَهِي ليالِي الشِّتاءِ
ودَثْرِالأوهامِ المُكَوَّمةِ
على حافةِ مضجَعِي
ياسيدي ......
كلُّ الصُّورِ أضحَت مُشَوَهَةً
واستَبَاحَت مدَائِنَ الغضَا
فكفَّت عنِ التحليقِ والرَّقصِ
في جنائزِ الضَّبَاب
حتَى البُكاء لمْ يعُدْ يَرُوقهَا
أوأنَّهُ بَاتَ عَصِيًا عَليْهَا أو أنَّ الدَّمع قرَّر
أنْ يَدلجَ مخافرَ الاعتِكَاف
ياسيدي .....
أإِحتَرقَ جوَازَ سَفرِي فبَاتَ عَقِيمًا
ليتُوهَ عن ذاك الهَجِيع
أمْ أنَّ قلبَكَ قدْ اختَارَ مَحطَّةً أُخرَى
يبْتَاعُ منها رُضَابَ الرُّطَبِ
ياسيدي .....
مازلتُ أرتَشِفُ فنجَانَ قَهْوَتِي
وأمْتَطي مغاورَ الصَّمت
وأحمِلُ في خَافِقِي
بعضَ فُتاتِ الحَنِين
فتهفو ذبذباتُ النَّبضِ إلى دويِّ الأصفَاد
المرهقةِ بعبءِ الانتَظَار
هناكَ على ضفَافِ الحُلْمِ القِرمِزي
أسْتَجدِي السَّكِينَةَ
وَأتُوقُ لميلاَدِ يومٍ لا تَدلَهِمُّ فيه هَوَاجِسِي
ولا تكتسحُ بروقُ الظًلِ بهوَ أمسِيَاتِي
تعَثَّرَت رَاحِلتِي وَتبدَّدَت دوَاتِي
فَلمْ تعُدْ البَيدَاءُ
تَأْنسُ قيْظَ الحُروفِ الخَاوِيَةِ
فَأضَعتُ كُلَّ عَناوين قَصَائدِي
فوَقَفْتَ تَنعَى نَزفَ الفُؤَادِ
فماذا فعلتُ ؟ ياسيدي
حتى تحتَكرَ سطُورِي
وتنتزِعَ مني أقفالَ مَحبَرتِي
ماذا فعلت ؟ ياسيدي
حتى تَسطُوَ على راحلتِي ومتَاعِي
وكلَّ عناوينِ قصَائِدي
ماذا فعلتُ ؟ لِتَجعلَ من قهْوتِي
نبيذًا
يستأثرُ بكُلِّ الألوانِ
التِي تَزِينُ أسطحَ سقيفتي
ماذا فعلتُ ؟ لتَجعلَ منْ أعْشَاشِي
مقبرةً للأمواتِ
باتنة / 2019
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق