تكريم أستاذ
***********
من زيتكَ
أضَأْتَ قناديلَ
واحترقت أناملكَ
لمَّا كانت فتائلَ.
ومن سحابك
غزلتَ الحرف وعلّمته
ونسجت نجوما وعقولا
وحلبت كوثرا وخصائلَ.
وبأظافرك، نبشت تربتَك
وغرست أفنانا وفسائلَ
ومن عرقك سقيتها
حتى غدت جنانا
وأثمرت غِلالا.
نَضِجت السّنابلُ
وأطربتِ العناديلُ
وقُطفتِ الورود
وشُكّلت الأكاليلُ
وكنتَ: أنت المكلّل.
ومن فيض التزامك
بنيتَ آفاقا وأمثالا
وقدت قوافلَ وأجيالا
حتى بلغ الرّكب أقصاه
وحدَّ المدُّ مداه.
وتغيّرت الأحوالُ
مع فتلات الأيام
وعقّ الشّيب سوادَ ليلك
بعدما انسلّ الشباب
بطيّ أزهار من مذكرتِك.
وأعياكَ الانتظارُ
ببزوغ فجرٍ جديدٍ
يُنعِش عُمرَك
لكنهيعشقون الليل
والبابُ مغلقٌ بجليدٍ
فكيف يشِعُّ النهارُ
ليكون الانصهارُ؟
ومن نزيفِك الأصيلِ
كتبتَ بريشةِ الأنينِ
على لوحة التحصيل
عناوينَ وتحاليلَ
حتّى فقد الشّفقُ حُمرتَه
وتكثَّف الدّمُ في غروبِك
وصار قاتمَ التّشكيل.
وتغيّرت الأجيالُ
وكثُر الِارتجالُ
وساد الإهمالُ
حتى عاف القلمُ مِدادَه
وبصقه في الهواء
كثعبانٍ نفث سُمَّه
في عين متطفّل
أراد خدشَه.
أيّها المبجّلُ، لك الإجلالُ
فكيف تنقُش على الخشب؟
والقنفذ أصبح أملسَ
واللّبؤة تعانق النّسانس
والجرذان تُطعم الخنافس
والأبيض يبصُم على السّواد
ولا يترك أثراً
كصوتٍ ينزلقُ في كهفٍ
ولا يُحدِثُ الصّدى.
أيّها الفاضلُ:
توسّلْتَ الأفضلَ
وغازلْت الأمثلَ
وقطعْت مراحلَ
في حلبة الأغلال
فكُبّلتْ يداك
لكنّ العقلَ في عتبة السباق
لا يُغلُّ
فهنيئا لك وحمدا وسلاما
ونحنُ بعدك
نتّبعُ أثرَ مسارِك ونُواصل
**********
محمد خالد الأمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق