الاثنين، 25 سبتمبر 2017

أزهار وقبور / بقلم المبدع / هشام باشا

أزهار و قبور

هنا جواري تفضلْ يا غريبُ هنا
أَتَشتهي قهوةً أمْ تَشتهي لَبنا؟

لا شيءَ! ما بكَ؟ ما هذا التأرجُحُ في
عيْنَيْك ما بينَ (كُنْ سرَّاً…و كُنْ عَلَنا

مَنْ أنتَ؟ مِنْ أيِّ أرضٍ أنتَ؟ مِنْ وطنٍ
مازلتُ أسألُ مِنْ أعدائهِ وطنا!

مِنْ حيث أحْملُ أيامي على كتِفي
لأنّني لمْ أجدْ لي أو لها زَمَنا

أعيشُها خارج الدّنيا مُهَرّبةً
مجهولةً لو رآها الوقتُ ما أَذِنا

مِنْ حيث أنْظرُ في نفسي و لستُ معي
أصيحُ بي وااااااا أنا المفقود، أينَ أنا؟

و حينَ أبحَثُ عنّي لا أرى أبداً
منّي سوى هالكٍ في داخلي حَزَنا

أقولُ هذا أنا؟ لا...لا! كأنّ على
وجهي الرّمالَ و تأريخي الذي طُحِنا

لكنّ لي نَفَساً يَبْقى يُميّزُني
عن الجميعِ عليلاً نصْفهُ سَكَنا

مِنْ حيث تنْبتُ أزْهار الربيعِ على
قبورِ كُلّ ربِيعٍ زاهرٍ دُفِنا

كأنّها كُلُّ مدْفونٍ طُفولتهُ
قامتْ على قبرهِ لا جسْمِهِ كفَنا

أو أنّها طلعتْ مِنْ بينِ أعْظُمِهِ
تعاتبُ الحربَ و الأحزابَ و الفِتَنا

مِنْ حيث يسكنُ ليلُ الأُمّهاتِ على
أكبادِهنّ الثكالى لا يرى وَسَنا

و تسْتهِلُ لسانُ الفجرِ تُنشدُ في
آذانهنّ و لكنّ النشيدَ عنا

قد ربّما يَمسحُ التّسليمُ ما ظهرتْ
مِنْ العيونِ و يَعْيَى دونَ ما بَطنا

مِنْ حيث يَشْعُرُ إدراكي بأنّ يدي
خلفي و أنّ فؤادي فجْأةً طُعنا

و أنّني في بساطِ الصّمتِ أسْمعُني
ادْعو لإزهاقِ روحي مِنْ هنا و هنا

و أنّ بَعْضيَ في كَفَّيَّ يَقْتلُني
و البعضَ بينَ عيوني يَسْحلُ البَدَنا

أنّي أحاولُ أدعوني لحَقْنِ دَمي
ولا أرى حينَ أدعو أنَّ لي أُذُنا

و أنّ لا شيءَ في الإسلام يَعْصمُني
مِنّي سوى تركهِ أو أعْبدْ الوثَنا

غريبُ حَسْبكَ، يعني أنتَ مِنْ وطني
فالجرْحُ هذا بهذا الجرْحِ قدْ فَطنا

مِنْ حيث ينْجبُ طيفٌ للرّجا يمَناً
و اليأسُ يقتلُ هذا الطّيْفَ و اليَمَنا

هشام باشا2017/9/24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق