كان شرف لي ان احل ضيف شرف في حفل تكريم اديبتنا الغالية اسماء الياس اذ قمت بألقاء قصديتي التي اضعها بين ايديكم ارجو ان تنال اعجابكم.
دُرُوسٌ في الْعِشْقِ
عُذْرَاً تَمَهَلْ سَيِدي
كُنْتَ الذي اودَعْتُهُ
عُمْرِي الْجَمِيلْ
وَخَمَائِلَ وَردَتِي
في زَهْرِهَا كالْطيبِ
عُطْرَ الْيَاسِمِينْ..
يا حَسْرَتي!
كَيفَ الْرُجُوعُ اليكَ
من بَعْدِ الْرَحيلْ..
حتى تَقَرُبي بالْهوى
من بَعْدِ عَصْفٍ وَنَوى
صَارَ اللقاءُ يا حَبِيبِي بَينَنَا
حُلُمَاً يُعَانِقُ وَهْمَهُ
قَدْ ضَاعَ من عشْقِي الْدَليلْ
الْشَوقُ وَجْدٌ من فِراقٍ هَدَّنِي
إنْ قُلْتُ آهٍ فيكَ آهي
مِثْلَ زِنْدٍ شَدَّنِي
داعَبَ الْأوصَالَ مني
حتى صَارَ الْجِسْمُ رِقَاً يَنثَني
وَجَعَلْتَ قَلْبِي بالْتَوَدُدِ خافِقاً
حتى طُيُورَ مَحَبَتي
غَنَتْ لَها..
شَمْسُ الْأصِيلْ..
ما عُدتُ ادرِي يا تُرَى
هل بَاتَ جُهْدِي في رِضَاكَ
مُسْتَحِيلْ!!
سَئِمَتْ عُيُونِي أدْمُعِي
ذَاكَ الْخَفُوقُ منْ نِيرَانِ الْوَجْدِ
حَراً يَصْطَلِي..
يبقى حَنِينُ الْآهِ مني هاتِفَاً
شوقَاً يَصُبُ في حَنايا اضْلُعَي
وَخَشِيتُ امْسَاً لَنْ يَعُودْ
كَي يَمْسَحَ الْدَمْعَ الْمُراقَ
منْ جِفُونِ مَدْمَعِي
انتَ الذي مَلَكَ الْفُؤادَ بِخَفْقِهِ
حتى الْحَنِينَ بِمَوَدَةٍ
شَيَعْتُهُ..
بينَ الْعُيُونْ..
وَزَرَعْتُهُ..
بُسْتَانَ عِشْقٍ مُورِقٍ
فَوقَ الْجُفُونْ..
منْ دونِ عُذْرٍ خُنْتَنِي
وَنَفَضْتَ كُلَّ مَشَاعِرِي
وَرَمَيتَني..
وَنَقَضْتَ عَهْدَاً بينِنَا
ابْرَمْتَهُ!
كَيفَ تُرى هَانَتْ عَليكَ مَذَلَتِي!
هلْ تَذكُرُ الْعَهدَ الْذي عَاهَدتَنِي؟
الا تَخُونَ مَحَبَتِي..
وَتَصُونَ بالْعَهدِ الْوَفِي مَشِاعِري
وَبِقَسْوَةِ وَتَجَاهُلِ..
في خَنْدَقٍ بين الْهُمُومِ
الْقَيتَني!
ما عَادَ يُشْغِلُكَ حَنِينٌ جارِفٌ
بِصَبَابَتي..
هلْ يا تُرى ما زِلْتَ تَطْمَعُ
في خِلْوَةٍ لِغِوايَتي؟
ام يا تُرى!!
ما عُدتَ تَرْغَبُ من شِفاهِي
قُبْلَتِي..
اهْمَلْتَنِي!!
وَنَزْفَ جُرحي اهْدَيتَنِي
وَعَذَلْتَنِي!!
حتى الْشَمَاتَةُ في
عُيُونِ حَاسِدِي
لا تَنْطَوِي..
عَلَمْتَنِي..
أنَّ الْغَرامَ مِن الْقُلُوبِ
ذاتَ يَومٍ يَنْجَلِي
يبدُو غَريبَاً فَوقَ الْدُروبِ
لِيَرتَمِي..
عَلَمْتَنِي!!
أنَّ الْهَوى كَعُودِ آسٍ
من جَفَافٍ يَنْحَنِي
شُكراً وَعذراً سَيدي
إنِّي كَبِرتُ وفي هَواكَ
بُسْتَانُ حُبِي قد نَمَا
ما عُدتُ اطْمَعُ في غَرامٍ
ذَلَنِي..
انَمَا..
يَبقى حَنِيني مِثْلَ طَفلٍ حالِمٍ
في عِشْقِهِ
نَحوَ الْنُجُومِ قد سَما
والْعُذرُ مِنكَ سَيدي
كيفَ الْرُجُوعُ لِحَبِيبٍ
بِسِهَامِ الْغَدرِ قلْبِي قد رَمى
إنَّي أُضَمِدُ من جرَاحِي نَزْفَهَا
وأسِيرُ وَحدِي ناشِداً
فَلِعَلَّ غَيِمي .. فَوقَ حقلِي
مِنْ حِبَابِ الْعِشْقِ خيراً
قد هَمى..
حسين حمود
فلسطين القدس