#يُقال ___يومٌ جَديد
صباحٌ شتويٌ آخر،،يُنبئُ بيومٍ جَديد
جَديد !؟
قَالتها و هي تعتدِل
لتراهُ يُسبل الغطاءَ على عينَيه
هُروبا من خيطِ نُور مُنبثق من خِلال النافِذة
مُتدثر بالفِراش
يلتحفُ بدفئِه كما يلتحفُ اللآمبالآة
تُحدث نَفسها :
أتُراني أخطأتُ حينِ ظننتُه الخَلاص
من جُملة أبي المُتكررة على مَسامعِنا :
{أنتنَ خمسُ فتياتٍ و حِملكُن أثقَل كاهِلي}
هل أشفقتُ على أبي
أم أغرانِي يُسر حَال إبن خَالتي بمعيشةٍ أفضَل؟
و يأتِيها صوتُ خالتِها مقاطعاً :
الساعةُ السادسةُ يا أمل
نَهضت و خرجَت من غُرفتها
صَباح الخَير خالتِي
رَدت بِلا تَحية :
أعدِي الفُطور و أيقِظي زَوجك قَبل نُزولك
فَلا طاقةَ لِي على إيقاظِه
فـ خالتِها لا تَعتنِي سِوى بنفسِها
تَعرف عن مسَاحيق الوجهِ أكثَر مِما تعرفُ عن حالِ أبنائِها
إتجَهت أمل للمَطبخ بخُطى ثقِيلة
فـ حملُ السبعَة أشهُر يجعلُ قَدماها بالكادِ يحمِلنها
أعدَت الفُطور و ذهَبت لتوقِظ المُلتحِف
فَرك عيناهُ يُجاهِد بقيةَ نُعاس
و سَألها :
أتستعِدين للنُزول لعمَلك ؟
لمَاذا لم يقُل صَباح الخَير ؟
هل لأنها تكرارٌ يومِي ؟
أم لأنهُ قالها مُنذ أيام ؟
أجابتهُ بلسانٍ تَعود : نَعم
و لسَان حال مُتهكم : هه و ما الجَديد!؟
تركتهُما يتناولانِ فُطورهما و اكتفَت بشئٍ يَسير
و اتجَهت لعمَلها
ستُ ساعاتٍ تقضِيها في أعمَال مكتَبية
و خَلف المكتَب تتمَنى لو يتوقَف الوقْت
فـ بالرغمِ أنها بالكادِ تتنفسُ وراءَ الأوراقِ المُكدَسة أمامَها
إلا أنها سعِيدة بعملِها
فهو الحَياة التي إختارَتها بكاملِ إرادتِها
رافِضة أن تكُون شَهادتها مُجرد صورَة على الحائِط
و أن تتقوقَع في حياةٍ ساقَتها إليها جُملة والدُها
حياةٌ هي بها مُجرد
إكتمَال لصورةِ رجُل اللآمبالآة و أُمه أمامَ المُجتمع
و إنتهَت الـ ستُ حَيوات
و اختنقَ الهواءُ بصدرِها بعودتِها للـ لا جَديد !
لدوامةِ الرتابةِ و سخريةِ خالتها من كل ما تفعَل
لعودةِ رجل اللآمبالآة من عملِه
ليتدثَر بالأريكةِ أمامَ التِلفاز بقيةَ النهارِ أو جهازِ هاتفِه
وهي كمٌ مُهمل
تَدوي بداخِلها صرخةٌ صامِتة
تكادُ تطغَى على صُراخ أضلُعِها
التي تكادُ تسمعُ أنينَها
صرخةٌ ترتجِي الإحساسَ أنها إنسانٌ و مشاعِر
تتلهفُ لكلمةٍ حسَنة،،لمسةٍ حانِية
لكن هَيهااات
و ينتهِي يومُها بالفراشِ كما بدءَ به
شاردةُ الذهنِ غارقةٌ بالتفكِير
يسألُها : ما بكِ
تُجاوبه : لا شَيء
لم يُلح عليها و اكتفَى بإيماءةٍ برأسِه
و تدثَر بكلا الدفئَين
تنهَدت لتجاهِد دمعَة ترَقرقتْ بمقلتَيها
أي بردٍ تُعاني ؟
بردُ شتاءِ ليلِها أم بردُ شتاءِ قَلبِه ؟
وضعَت يدَها على بطنِها تتحسسُ الرُوح داخِلها
لتسكُب قليلاً من الطمأنينةِ بروحِها
و شيئاً فشيئاً أسبلتْ أجفانَها
نومٌ بلا أحلاَم ،،، صباحٌ بلا آمال
و يومٌ يُقال : أنهُ جَديد !!
#أولى محاولاتي لكتابة قصة قصيرة..
#رؤى الشفق
7/4/2018