
بقلم ياسمينة أحمد بوشوارب
حريتي
فقاعات من الحلم تطفو
على حمم السراب
تتبخر مع ضجيج الليل المكتئب
وتورم الأهداب الجوعى بالرماد
صبح يكاد يختنق بزفير الجمود
ونسائم تهيم في ندوب العراء
وأرض يتعالى صياحها من الجدب
تحبو بجسدها المتقرح
على شواظ الجمر
حريتي
أمد إليك طرفي
من سلال الفخاخ المرصوصة بسعير النار
والمزارع المشنوقة بحبال الدم
حريتي
أنتعلك من مجانيق الموت
أغترفك من رحم الشهادة
حينما تفيق الكلمات
بين الحواف
تغرز شباك الزجل
في الحناجر
تثور العبارات
تطرز الاخيلة ديباجة
ترصع وشاح السَّماء
بهدير الرحى
وتنتفض حروف المواسم
لتزهو المدائن بميلاد الجنين
حين العبور إلى ضفَّة الرَّماد
نقتلع العشب من الجنان
ونرضع الطفل
من دموع الوجع
نردم جثث القهر
بدفيف الطبول
حين قدوم السيول
في آخر الليل
يتوارى الدمع
بين الشقوق
ويستوي المخاض
فوق التروس
يضرب ببيادق سيزيف
لعنة الفجور المتورمة
ببثور التقيح
حينما يصيح عنترة
بين الجموع
تصهل الأرداف المثقلة
بحمى التبجح
ويتنكر الشريد لأنين السوط المهترئ
ويتعافى الغريق من جنون الصمت
لتعلو صيحات المضربين
عن الكلام
والمتسكعين في جنائز الموت
حينما يفطم الرضيع
من رق الوجم
تفقأ عيون الجرذان
بصليل السيوف
وتسلخ جذوع الصفصاف
بنقيع السموم
حريتي
أنتشلها من نفق الظلام
أحضنها يوم تدربت
على الصلاه
ويوم عرفت كيف أتقن لغة السلام
وأصنع من خيالاتي أكاليل الزهور
وأخط آلامي بترانيم الابتسامات
حريتي
باتنة/2016
الجزائر