أرهقتها الكلمات ... أم أرهقتها الذكرى وهي ترتب الكلمات له في أبيات ... علمها كيف يكون الحب وكيف هي أروع الحكايات ... جعلها تنتزع من بين ضلوعها قلبها النابض وتهديه له ... هناك في المرفأ القديم رست سفينته ليكون له موعدا معها بعد لقاءا كان الرحيل ... وعدها بالعودة في موسم الأزهار والأمطار وشدو الأطيار ... وعدها بأن يواصل مسيرة الحب معا بعد عودته من رحلة لن تطول ... أهدته بيدها كل روحها ومشاعرها وما تمتلكه من نفسها ليعود لها مع الربيع ... جاء الربيع ورحل الربيع والأزهار ذبلت وأذرت الرياح ورقاتها ... جفت الغدير بعد موسم الأمطار وهاجر الطير الوكر ولم يعد الحبيب المتظر ... أصبحت خيالا يدوس الأرض بلا روح ... تقف لساعات على خشبات المرفأ القديم تتحدث مع طيور النورس عن سرا في أعماقها دفين ... هل يعود الغائب؟ أم تهب نفسها للبحر عروسا ؟.... هكذا هي حكايتها مجنونة المرفأ القديم كما كان يسمونها لنا كبار القرية وكيف ما ذكروا لنا الحكاية ... وكنت أراها عروس البحر التي قرأت عنها في القصص ... ترى هل يعود في هذا الربيع أم سوف تنتظره لأربيع القادم ؟أم ستزف نفسها عروسا للبحر ؟... لم أكلمها يوما ولم أسمع صوتها ولكن حدقت في ملامحها ذات يوم ...
كم كانت غريبة هي ملامح الأنتظار لمن رحل بروح وترك الجسد يتململ على النار ...
رحم الرحمن عاشقة تموت في كل موسم أنتظار .... . . . .
هنا شرف الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق